المركز الصحراوي للثقافة و الفكر

.

مقالات



أبريل الحسم ... 

يطل علينا شهر ابريل كما السنة السالفة بمعركة حامية الوطيس تدور رحاها داخل ألأروقة الدولية بين دبلوماسيتنا الصحراوية من جهة و دبلوماسية دولة الاحتلال من جهة وذلك من أجل إقناع الأمم المتحدة بتوسيع صلاحيات قوات ' المينورسو ' لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتبليغ عنها أو من عدمه..
في السنة الماضية تفاجئنا بخطوة مباغتة من الخارجية الأمريكية تطالب فيها الأمم المتحدة بتوسع صلاحياتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة , هذه الخطوة جعلت الاحتلال في حالة ارتباك سياسي بعد الطعنة من أقرب الأصدقاء بعد العشيق الفرنسي هذا الأخير عارضها شكلاً ومضمونا الشيء الذي دفع الجماهير للخروج في مظاهرات كبرى لم تشهد الصحراء مثيلاتها منذ زمن الاستعمار الاسباني...
لكن وبحسب العديد من المتتبعين قد تكون 2014 سنة الحسم بالنسبة لموضوع حقوق الإنسان وذلك راجع لعدة متغيرات واضحة وجلية من الطرفين المغربي والصحراوي , فمحليّا أقدمت سلطات الاحتلال المغربية على تحويل الصحراء محمية حقوقية بشكل صوري و إلغاء للمحاكمات العسكرية في حق المدنيين في حين اعتبرتها بعض الأقلام المغربية إهانة وتؤكد المقولة الشهيرة لوزير الاتصال المغربي السابق خالد الناصري " المغرب بلا صحرا مايسوا حتى بصلة ".. , أما دوليا فقد تعول الدبلوماسية المغربية على الموقف الفرنسي بالإضافة للموقف الاسباني المتذبذب بين شعب يؤمن بعدالة قضية الصحراويين وحقهم في تقرير المصير , و حكومة لا تؤمن سوى بمبدأ الحسابات السياسية القذرة .. , من جهة أخرى يعقد الصحراويون آمالهم على الانتصار الجديد الذي كتبت فصوله ' غاندي الصحراء ' آمنتوا حيدار بإلقائها خطابا داخل أروقة مجلس الشيوخ الأمريكي وعقدت اجتماعات مع كل من لجنة العلاقات الخارجية ومجلس حقوق الإنسان , أضف إلى ذلك الموقف البريطاني الداعم للموقف الأمريكي خاصة بعد استقبال الخارجية البريطانية مؤخراً لعدة وفود صحراوية وتعتبر بريطانيا من الدول التي أصبحت تنفتح على القضية الصحراوية و تجلى ذلك في عدة مناسبات أممية و أوروبية ...
وبين هذا الصراع الدبلوماسي الصحراوي من جهة والمغربي المحتل من جهة أخرى يبقى الشعب الصحراوي المشتت لأزيد من ثلاثة عقود بين مخيمات العزة والكرامة في مواجهة الأجواء المناخية الصعبة و آخرين تحت وطأة الاحتلال يجترون الآلام ضد نظام شوفيني بالدرجة الأولى وسياساته القمعية تجاه جميع فئات هذا الشعب .. إننا نتحدث عن جرح لا يزال ينزف واعتقالات يومية وسياسات تجهيلية ممنهجة ضد شباب في مقتبل العمر وعن مسلسل طويل من إذلال لشيوخ كبار لا يجدون حيلة للدفاع عن أنفسهم وقهر لطاعنات في السّن حنى الدّهر ظهورهنّ وحفلات تعذيب وحشي داخل زنازين يكاد الموت أن يكون أغلى أماني قاطنيها...
رغم إيماني العميق بأن الجماهير وحدها من تحدد مصيرها وقادرة على انتزاع حريتها واستقلالها بناءاً على أسس الوعي والمعرفة خارجا عن المساومات القذرة التي تقوم بها كبريات الدول التي لا تأتي إلاّ على الشعوب , لكننا نحن الصحراويون متفائلون بما سيحمله لنا أبريل لعلّه خير ...

بقلم محمد الشرفي





على أبواب أبريل...

فتح ابريل ايامه و ازداد شوق الصحراويين الى مايحمله من مفاجئات رغم انهم ألفوا ابريلات سبقوه لم يغير ما لم يتغير، العام الماضي ذهب نصف الثقة في مجلس الامن بعد قراره المخجل الذي رافقته مبادرة امريكية جريئة اصطدمت بمكر فرنسي وتكالب غربي اجهدها في آخر لحظة، اما اليوم و بنصف ثقة في المجتمع الدولي يترقبوا الصحراويين و بكثير من الصبر و التوكل على الله، قرار مجلس الامن حول الصحراء الغربية المرتقب في الاسابيع القليلة القادمة وكلي امل أن ينصف الشعب الصحراوي المظلوم و ان تساهم المنظومة الدولية في احقاق الحق وضرورة فرض الية لمراقبة حقوق الانسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
ان المجتمع الدولي و هو يتدارس حقوق الصحراويين، لايمكنه ان يتعامى عن معانات شعب اعزل يتعرض يوميا لسياط جلاد لايرحم همه الاول والاخير ان تعترف ضحيته !"بمغربية الصحراء"!!! فقط لاغير ولو بالكلمة فقط!!! هذا همه الوحيد في السر و العلن، ولا يدري ذلك الجلاد ان الاعتراف باللسان لا يضر و لا ينفع لان الصحراويين قاطبة قلوبهم مملؤة بحب الوطن الصحراوي والدولة الصحراوية المنشودة .
انه لمن المجحف في حق هذا الشعب المسالم ان تتوافد الزيارات تلو الزيارات والمنظمات تلو الاخرى و الجمعيات بمختلف الوانها، و تبرز الحقائق بروز الشمس في عز النهار، و تدرك الدنيا بأسرها سر حقوق الانسان في الصحراء الغربية!!! وانه السر المغطى بالغربال، دونه زجاج شفاف لا يحجب الا رؤية الاعمى و لا يسمعه الا من كان به صمم، فاليعذرنا مجلس الامن و الجمعية العامة ان كانا من مؤسسات المنتظم الدولي ذات الاحتياجات الخاصة.
فالمينورصو يحتفل بعد ايام بعيد ميلاده الثالث بعد العشرين، شب ونما وترعرع بين كثبان الصحراء الغربية جال في كل شبر من هذه الارض الطيبة، احتسى كؤوس الشاي الثلاثة مع العائلات الصحراوية تحت الخيام وفي البيوت وتحت ظلال الطلح ... ولم يدرك معنى "اللي انشرلك طرفو لاتقعد اعليه" ولكنه فهم وجسد على ارض الواقع الصحراوي "اللي اطمع بشبر يطاما اذراع" يبدو ان القوم في المينورصو لايفهمون معنى الايفاء بالعهود وتركوا ذلك للزمن، ولكن الصحراويين مايهمهم هو ان يعيشوا مكرمين ومعززين في ديارهم عاجلا ام اجلا وكما يقول اهل الارض "أم السارق ماتبط امزغرة" اي ان ام السارق لاتدوم زغرودتها لان هذه الاخير لم تكن يوما حقيقة وتعرف انها لامحال زائلة.
تقرير المصير حق تقره القوانين و الشرائع الانسانية العامة و الخاصة، اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة وفق اللائحة 1514 المؤرخة في ديسمبر 1960، واخر مرة يطبق فيها منذ ايام حينما فرضه حق القوة الروسي في شبه جزيرة القرم الاوكرانية سابقا الروسية حاليا ولم ينصت الدب الروسي لكل التجديات والمطالبات الغربية والتي وصلت الى حد التهديد والوعيد، ومضى بوتين في رؤيته للقرم أخذا بعين الاعتبار حق سكانها في تقرير مصيرهم بأنفسهم وجاءت النتيجة كما كان يشتهيها الروس... هذا مبدأيحترمه العالم ففي القرم وخلال اقل من شهر تقرر الاستفتاء واجري وانتهت القصة كما يقال واصبحت القرم كما ارادها شعب القرم.
انها المبادئ الانسانية السمحة تدار ببساطة وفق حق القوة وقوة الحق ولا زال الشعب الصحراوي منذ اكثر من 23 سنة يراهن على مجلس الامن معتمدا على قوة حقه و ارادته و حريته وحقه في تقرير مصيره بنفسه وبلوغه الغاية الكبرى وهي قيام الدولة الصحراوية المستقلة وعاصمتها العيون.

بقلم : بلاهي ولد عثمان



قوات المينورسو...أي دور ؟

قوات المينورسو على أرض وطننا المغتصب، باتوا مجرد ثقل زائد في القراءة السياسية، بعد أن جردهم الاحتلال بطريقة ممنهجة من الكلم والسمع والبصر، والغريب في الأمر أن هذه القوات بدل أن تحمي المواطن الصحراوي، وتشعره بالأمن من همجية أنياب ومخالب الضباع الغازية المغربية نجد وللآسف الشديد واقعا قاتما ومريضا يتناقض في جوهره مع الدور الذي ينبغي أن يكون منوطا لهذا الجهاز ألأممي، ويخل بثوابت رسالته ، فكل فئات الشعب الصحراوي باتت تدرك كيف استطاع المحتل ترويض الآلية القانونية لجهاز المينورسو لصالحه ، وأغدق عليها بكل رفاهية العالم الرأسمالي، حتى عجزت أقلامها عن الوقوف والقيام بما يفرضه عليها الواجب ، وعجزت أعين قواتها عن رؤية بشاعة الواقع الأسود الجريح الممدد خلف ستائر نوافذه المخملية، وعجزت أيضا آذانها عن سماع صرخات وآهات الوطنيين التي تشرئب كل صباح بتضحياتها الفعلية من أغوار معتقلات التعذيب السرية، لسنا هنا لتشريح حقيقة ملامح الشرعية الدولية في تعاطيها مع قضيتنا الوطنية ، ولكننا جد متيقنين بعدم وجود أي مبرر قانوني يزكي الممارسة الصورية والوجود الشكلي لهذا الجهاز ،كي يجيز للبعض الثناء على دوره( الهش والمخجل )،فاستمرارية التمديد بهذا المنطق الخاطئ ، نرى فيه انحيازا غير عادل للمؤسسة الغازية وحلفائها، والغاية من وراء ذلك تثبيط عزيمتنا الكفاحية الثورية، وتكبيل إرادتنا الوطنية ولا احد في عالم الأحرار سيسمح لمن يعتبرون أنفسهم رجال العدالة الدولية بالتعامل مع قضيتنا المقدسة كنموذج لاستثبات السلم العالمي و تجاهل التفعيل القانوني لكل القرارت الدولية التي تتماشى مع مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ، و هاهو العالم يصدح انه ما من مبرر لهاته الوضعية الآنية لجهاز المينورسو ، وضعية مضحكة ومبكية تحيل إلى أذهاننا ديكورات عالم الدمى الثابت أبطاله ذووا القبعات الزرق . 
علينا أن نذكر هؤلاء أن الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة بحاجة إلى تحصين وجوده النضالي وحقوقه الوطنية ولن يتأتى ذالك إلا ببث روح الواجب ألأممي في هذه الدمى ، بتوسيع صلاحياتها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ، كعتبة رئيسية لتعجيل بقيام الاستفتاء العادل تحت مظلة الأمم المتحدة ، وإذا ما سعى الغزاة لإفشال كل مسارات الشرعية الدولية على أرضنا المغتصبة، فهنالك خيار آخر سيكون عنوانه الكبير الكاتيوشا و الكلاشنكوف. 

بقلم محمد جابر

0 التعليقات:

إرسال تعليق