المركز الصحراوي للثقافة و الفكر

.

الخميس، 1 مايو 2014

كتاب جذور الإستبداد للمؤلف عبد الغفار مكاوي .




حياة الكاتب :

ولد عبد الغفار مكاوي في 11 يناير عام 1930م بمحافظة الدقهلية، وفي عام 1937م دخل المدرسة وبدأ وعيه يتفتح على حب اللغات والاهتمام بالفنون.
وفي عام 1947م عندما قرأ رواية (آلام فيرتر) لشاعر الألمان الأكبر "جوته" التي ترجمها أحمد حسن الزيات؛ راوده إحساس غامض -كما يقول- بأن مصيره سوف يرتبط بهذا الشاعر الفيلسوف، لم يعلم في ذلك الحين أنه سوف يرتبط كذلك بالأدب والفكر الألماني.
أقدم على تعلم اللغة الإيطالية في معهد (داني الليجيري) بالقاهرة، وحصل على منحة لمدة ثلاثة أشهر عام 1953م للدراسة بجامعة (بيروجيا للأجانب). ثم ركز من عام 1954 إلى عام 1957م على دراسة اللغة الألمانية مع الالتحاق بمدرسة الألسن، كما حصل في عام 1957م على منحة لمدة عشرة شهور للدراسة في ألمانيا.
وهكذا نرى أن حب اللغات ودراستها وعشق الفنون قد تجذر وتأصل في وجدان وفكر الدكتور مكاوي الذي درس الإنجليزية والألمانية والإيطالية والفرنسية، لكن اللغة الألمانية تأتي في المرتبة الأولى من حيث الإتقان والإجادة والتجويد، بل استأثرت بنصيب الأسد في مترجماته التي نقلها إلى العربية.
وقد حصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1951م، والدكتوراه في الفلسفة والأدب من جامعة فرايبورج عام 1962م، وعمل بقسم الفهارس الأجنبية بدار الكتب المصرية، وبالتدريس بقسم اللغة الألمانية عام 1965م، ثم بقسم الفلسفة عام 1972م، ثم بجامعة صنعاء من 1978 إلى 1982م، كما عمل بجامعة الكويت من 1985 إلى 1995م.
لازمه إحساس مزمن بالمأساوية وتراجيدية الحياة والقدرية, حيث يقول: أنا ريفي، والريفي مسحوق بالقدرية، وهي تحيط به كما تحيط "الخَيَّة" برقبة المشنوق، فما كنت أفعله في طفولتي نوع من الإحساس التراجيدي المتمرد على الحياة والثائر على الظلم وعلى مآسي الوجود وشقاء الإنسان وظلمه, وأستدرك وأقول: إنها ثورة إنسان مكتومة تُفصح عن نفسها في بعض القصص والمسرحيات والكتابات النثرية فيما بعد, ورغم هذا مازلت انطوائيًّا وسلبيًّا من ناحية الكفاح.
بدأ مكاوي حياته شاعرًا، وذلك خلال دراسته في المدرسة الابتدائية في مسقط رأسه "بلقاس"، وهي مدينة تتبع محافظة الدقهلية, وأيضًا بعد انتقاله إلى المدرسة الثانوية في طنطا، وفي القاهرة قرر التوقف عن كتابة الشعر والاتجاه لكتابة القصة القصيرة.
في طفولته بدأ بالتعرف على الشعر من خلال قراءة الرافعي وجبران والحكيم والمنفلوطي وغيرهم، ولكن حبه للشعر جاء من خلال بائع دخان اسمه رشاد,كان يطوف القرى هو وحماره يبيع الدخان؛ يقول مكاوي: وتوطدت صداقتنا، وكان شاعرًا جميلاً، ويحفظ الكثير من الشعر العربي لشوقي وحافظ والمتنبي، وكنا نتطارح الشعر أنا وهو في المقابر حيث كنت أطوف كثيرًا هناك أو في الحدائق، وكان محصوله من الشعر أكثر مني, وفي تلك الفترة كتبت قصائد عارضت فيها شوقي والمعري.
وعن اختياره الدراسة في قسم الفلسفة يقول مكاوي: كان من المفترض أن ألتحق بقسم اللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، ولكن الفضل يرجع إلى الدكتور عبد العزيز المليجي الذي درس لي الفلسفة في المرحلة الثانوية -وفيما بعد أصبح من أبرز علماء علم النفس التحليلي في أمريكا- فقد بهرني وسحرني في قدرته على توصيل رسالته. وفي تلك المرحلة بدأت علاقة حميمة بيني وبين أفلاطون حين قرأت المحاورات, فقد كان شاعرًا أكثر منه مُنَظِّرًا، وهو من الأدباء الفلاسفة، ويقوم في داخله صراع بين المنطق والأسطورة, بين الفلسفة والفن, وفي النهاية عبَّر عن نفسه في شكل محاورات, وكما قال شيشرون: إن هذه المحاورات كان تُمثَّل في العصور الوسطى على خشبة المسرح. ولم أندم على دخولي قسم الفلسفة فقد درس لي زكي نجيب محمود، ويوسف مراد، ومصطفى حلمي، وأحمد فؤاد الأهواني، وعبد الرحمن بدوي.
ولم يستطع الدكتور مكاوي أن يقتل الشاعر بداخله في تلك الفترة؛ فكان يتسلل من قسم الفلسفة إلى قسم اللغة العربية لسماع شوقي ضيف، وأمين الخولي وكان يتحدث عن المتنبي لدرجة أنه قال له: "يا ولد إنت ماجبتش البحث ليه؟" فقال له مكاوي: أنا يا مولانا في قسم الفلسفة. فدعاه لحضور ندوة الجمعية المصرية الأدبية المصرية التي كان من بين أعضائها صلاح عبد الصبور وعبد الرحمن فهمي وشكري عياد وعز الدين إسماعيل وفاروق خورشيد، الذين صاروا أصدقاء العمر فيما بعد.
وعندما تم تعيين الدكتور عبد الغفار مكاوي في دار الكتب في قسم الفهارس لم تكن الوظيفة هي الحدث؛ بل لقاؤه برئيس دار الكتب وكان توفيق الحكيم الذي قرأ له قصتين ونصحه بالابتعاد عن الجامعة والتفرغ لكتابة القصة، ولكنه للأسف لم يفعل.
ويرى الدكتور مكاوي أن "البنيوية" جاءت بعد أن كبر في السن وتم تكوينه، فلم تدخل في دائرة اهتمامه فقرأ فيها ولم يتحمس لها. أما "التفكيكية" فلقد راجع بعض الأبحاث فيها فوجد أن "جاك دريدا" رجل "مُسَفْسِط", ربما يكون أديبًا ولكن بالنسبة للدكتور مكاوي فهو مخرب على حد تعبيره.
وكان يرى أن البداية الحقيقية لمستقبل الثقافة العربية أن نؤمن بضرورة الثقافة، وأنها مسئوليتنا جميعًا، وليست ديكورًا أو ضوضاء ومؤتمرات كما يقولون ويفعلون، وأيضًا هي عطش وجوع حقيقيان للحرية والعدل، والثقافة هي طوق النجاة الوحيد.




لقراءة الكتاب الرجاء الضغط على صورة الكتاب أو الضغط على عنوانه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق